کد مطلب:142170 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:121

الحجاج بن مسروق بن جعف بن سعد العشیرة المذحجی الجعفی
كـان الحـجّاج من الشیعة، صحب أمیر المؤمنین علیه السلام فی الكوفة، ولمّا خرج الحسین علیه السلام إلی مكّة خرج من الكوفة إلی مكّة لملاقاته فصحبه، وكان مؤذّناً له فی أوقات الصلوات.

قـال صـاحـب خـزانـة الأدب الكـبـری: لمـّا ورد الحـسـیـن علیه السلام قـصـر بـنـی مـقـاتـل رأی فـسـطـاطـاً مـضـروبـاً، فـقـال: لمـن هـذا؟ فـقـیـل: لعـبـیـداللّه بـن الحـر الجـعـفـی، فـأرسـل إلیـه الحـجـّاج بـن مـسـروق الجـعـفـی، ویـزیـد بـن مـغـفـل [1] الجـعـفـی فـأتـیـاه وقـالا: إنّ أبـا عـبـداللّه یـدعـوك، فـقـال لهـما: أبلغا الحسین علیه السلام إنّه إنّما دعانی من الخروج إلی الكوفة حین بلغنی إنّك تریدها فـرار مـن دمـك و دمـاء أهـل بـیتك، ولئلاّ أُعینَ علیك، وقلت إن قاتلته كان علیّ كبیراً وعند اللّه عـظـیـمـاً، وإن قـاتـلتُ مـعـه ولم أُقـتـل بـیـن یـدیـه كـنـت قـد ضـیـّعـتـه، وإن قـتـلت فـأنـا رجـل أحـمی أنفاً من أن أمكّن عدوی فیقتلنی ضیعة، والحسین لیس له ناصر بالكوفة ولا شیعة یـقـاتـل بـهـم. فـأبـلغ الحـجـّاجُ وصـاحـبه قول عبیداللّه إلی الحسین علیه السلام فعظم علیه، ودعا بـنـعـلیـه ثمّ أقبل یمشی حتّی دخل علی عبیداللّه بن


الحر فسطاطه فأوسع له عن صدر مجلسه واستقبله إجلالاً وجاء به حتّی أجلسه.

قـال یـزیـد بـن مـرّة: فـحـدّثـنـی عـبـیـداللّه بـن الحـر، قـال: دخل علیّ الحسین علیه السلام ولحیتهُ كأنّها جَناح غراب! فما رأیت أحداً قط أحسن ولا أملأ للعین منه، ولا رقـقـت عـلی أحـد قـط رقـّتـی عـلیـه حـیـن رأیـتـه یـمـشـی وصـبـیـانـه حـوله، فـقـال الحـسـیـن علیه السلام: مـا یـمـنـعـك یـابـن الحـر أن تـخـرج مـعـی، فقال ابن الحر: لو كنت كائناً مع أحد الفریقین لكنت معك، ثمّ كنت من أشدّ أصحابك علی عدوّك، فـأنـا أُحـبّ أن تـعـفـیـنـی مـن الخـروج مـعـك، ولكـن هـذه خـیـل لی مـعـدّة وأدلاّء مـن أصـحـابـی، وهـذه فرسی المحلقة فواللّه ما طلبت علیها شیئاً قط إلاّ أدركـتـه ولا طـلبـنـی أحـد إلاّ فتّه، فاركبها حتّی تلحق بما منك وأنا لك ضمین بالعیالات حتّی أدّیـهم إلیك أو أموت وأصحابی عن آخرهم دونهم وأنا كما تعلم إذا دخلت فی أمر لم یضمنی فیه أحد.

قـال الحـسـیـن علیه السلام: (أفـهـذه نـصـیـحـة لنـا مـنـك یـابـن الحـر)؟ قـال: نـعـم، واللّه الذی لا شی ء فوقه، فقال له الحسین علیه السلام: (إنّی سأنصح لك كما نصحت لی إن اسـتـطـعـت أن لا تـسـمـع صـراخـنـا؛ ولا تـشـهـد واعـیـتـنـا فافعل، فواللّه لا یسمع واعیتنا أحد ثمّ لا ینصرنا إلاّ أكبّه اللّه فی نار جهنّم).

ثـمّ خـرج الحـسـیـن علیه السلام من عنده [2] وعلیه جبّة خزّ وكسأ وقلنسوة مورّدة ومعه صاحباه الحجّاج ویزید وحـوله صـبـیـانـه فقمت مشیعاً له وأعدت النظر إلی لحیته، فقلت أسواد ما أری أم خضاب. فقال علیه السلام: (یابن الحرّ عجّل علیّ الشیب) فعرفت أنّه خضاب وودّعته [3] .

وقـال: ابـن شـهـرآشـوب وغـیـره: لمـّا كـان الیـوم العـاشـر مـن المـحـرّم ووقـع القـتـال تـقـدّم


الحـجـّاج بـن مـسـروق الجـعـفـی إلی الحـسـیـن علیه السلام واسـتـأذنـه فـی القتال، فأذن له ثمّ عاد إلیه وهو مخضّب بدمائه فأنشده:



فدتك نفسی هادیاً مهدیا

الیوم ألقی جدّك النبیّا



ثمّ أباك ذا الندی علیّا

ذاك الذی نعرفه الوصیّا



فـقـال له الحـسـیـن علیه السلام: (نـعـم، وأنـا ألقـاهـمـا عـلی أثـرك)، فـرجـع یقاتل حتّی قُتل رضی اللّه عنه [4] .


[1] في المصدر: معقل.

[2] في المتن من عنده، والظاهر أنها: من عندي.

[3] خـزانـة الأدب: 2: 158، راجـع الأخـبـار الطوال: 250، والإرشاد: 2: 81.

[4] المناقب: 4: 103 بتفاوت.